قبل ما أقول أي حاجه من البلاوي الزرقا اللي هتحفكوا بيها دلوقتي،
تعالوا نتفق إن أنا مش شيخ، وإني مش متفقه في الدين، وإن أي حاجه بقولها هي
مجرد رأي، يحتمل الخطأ، أكثر مما يحتمل الصواب، فإعتبرني ليبرالي فاسق،
وإدعي لي بالهدايه، وبلاش شتيمه بالأم والاب لأنها هتبقى في ميزان حسناتي،
وأنت مايرضيكش إن واحد منحل زيي ياخد حسنات على قفا حضرتك.
في
بلاد بره، الناس العلمانيه الفاسده، ساعات بيعملوا حاجات غريبه جداً..يعني
معظم بلاد العالم مثلاً، فيها دعاره بشكل مباح قانوناً..تروح بيت بتاع ناس
طيبين، وتتكلم مع الست الكمُّل اللي بتدير المكان..اللي هي تقدر تعتبرها
الأبله يعني..وتسأل عن الأسعار، والأحوال، وإحمم..الأوضاع، وهي تجاوبك بلطف
شديد يليق بأمينة مكتبه تابعه لوزارة الثقافه الفرنسيه، وبعدين يطلعولك
البضاعه، عشان ماتخدش حاجه مش عاجباك، أو لا سمح الله، معيوبه..وتخش تتنيل،
وتخرج..ولو ماتمش تنفيذ اللي إتفقتوا عليه، أو إتضحك عليك، تطلب لها
البوليس، وييجي عمو الضابط يرجعلك حقك من ولاد الحرام اللي نصبوا عليك دول.
والسبب
الرئيسي في إن بلاد بره بتسمح بالموضوع ده (طبعاً غير إنهم كفره
وعلمانيين) مش إنهم مبسوطين كده، أو لأن الاسره الاوروبيه العاديه شايفه إن
الدعاره من أسباب الرقي والتقدم..ولكن السبب هو الآتي؛
الدعاره كده
ولا كده، هتبقى موجوده، لن تختفي - ولا مؤاخذه في الكلمه – العاهرات، لمجرد
إن الموضوع غير مصرح به قانونياً..دي حتى المهنه دي بيطلق عليها أقدم مهنه
في التاريخ، فهم عارفين إن مهما حاولوا يمنعوها، كان غيرهم أشطر، والدليل،
إن عندنا إحنا في مصر، وفي الدول العربيه التي لا تسمح بالدعاره – لأن
هناك دول عربيه تسمح بها بالمناسبه – لم تختفي الدعاره، بل موجوده، وشغاله
ميت فل وعشره.
فالجماعه الخواجات دول، فكروا بشكل
براجماتي عفن، وقالوا خلاص، يعملوها تحت عينينا، أحسن ما يعملوها من ورانا،
وعلى الأقل ساعتها، نقدر نتحكم في الموضوع، فالعاهرات يجرين كشف دورى
للتأكد من سلامتهن، حتى لا تتفشى الامراض التي تنتقل عن طريق ممارسة الجنس،
وهي كثيره وقاتله، وفي نفس الوقت، يقل معدل الجريمه، لأن الموضوع يدار على
المكشوف، فمافيش واحد عدم المؤاخذه قواد، هيضرب واحده أستغفر الله العظيم
عاهره عشان ما أعطتوش "السمسره" بتاعته، أو يضرب زبون عشان مادفعش أو عشان
يسرقه.
يعني الدعاره هناك، بتدار بالأخلاق الحميده،
وبالحسنى، وأحسن من وزارة التعليم عندنا..وكمان البلد بتاخد عليها ضرايب،
تصرف بيها على مشاريع قوميه، يستفيد بها المواطنين، ممارسي الدعاره واللي
مش بيمارسوها على حد سواء..يعني ممكن لما حضرتك تسافر بلد من دول، تكون
مشيت في شارع تم رصفه بأموال مصدرها عرق البغايا، أو تكون ركبت مترو،
تكلفته تم توفيرها من جيوب الناس الهيجانه.
يعنى العلمانيين
الكفره، عملوا بمبدأ إن، دفع الضرر، أبدى من جلب المنفعه..لأنهم إعتبروا إن
الضرر هو إنتشار الأمراض، وإرتفاع معدل الجريمه، والمنفعه هي، إنتشار
الفضيله والسلوك الحسن.
وبنفس المنطق، هناك بعض
الدول التي تسمح ببعض أنواع المخدرات، الأقل ضرراً على الصحه، حتى لا يتسبب
الكبت أو الغش التجاري في تعاطى الناس لمواد خطره قد تقضي على حياتهم
وتقتلهم، وفي نفس الوقت، أهه أريح من المطاردات، والحملات على الباطنيه
وطريق بلبيس، وتبادل إطلاق النار مع مهربي المخدرات وشغل أفلام ستيفن سيجال
ده.
بس زي ما قولنا، دول العلمانيين المنحلين الفسده، اللي ربنا هيخسف بهم الأرض يوماً ما، من جراء أفعالهم المشينه.
إحنا دول عندها دين، وأخلاق وقيم..ووجود الدعاره بها بشكل غير مجرم قانونياً، هو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً..وأظن كلنا متفقين على كده.
يبقى مافيش دعاره.
ولأن
البنى آدم مننا له متطلبات وقدره على التحمل..مش هينفع يقضيها صيام وتعفف
طول عمره، يبقى المفروض الشاب مننا وهو حلو عنده 19،20 سنه كده، يكون
متجوز، ويمكن معاه عيال كمان..لكن الظروف الإقتصاديه التي ليست على ما
يرام، والتعقيدات والعوائق التي تبدأ بالدبله وطقم الصيني، ولا تنتهي بـ
"عليّ الطلاق ماهجوّزك بنتي غير لو جيبتلها حماده هلال يغني في الفرح" تعطل
الزواج، وترفع معدل السن الذي يحدث فيه.
يعني مافيش دعاره، ومافيش جواز.
طاب إيه؟..ده على رأي اللمبي، يا توفروا لهم الهوا النقي، يا توفروا لهم الكله.
لم
يعد أمام الشباب الذي لم يعد قادراً على التعفف سوى حلين..إما التحرش، أو
والعياذ بالله، أستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، الأفلام الجنسيه.
بس دي حرام!!
يعني الكبت ده هو اللي حلال؟
في أمريكا عملوا فيلمين، واحد إسمه (أربعون يوماً وليله 40
days and 40 nights)
وآخر إسمه (الأعذر ذو الأربعين عاماً
The 40 year old virgin)
وأعذروني
إني مالاقيتش مذكر لكلمة عذراء، وغالباً الأصح لغوياً هي كلمة بتول..بس ما
علينا..الفيلم الأول يتحدث عن فتى قرر أن يمتنع عن الجنس لمدة أربعون
ليله، والثاني كما هو واضح من أسمه، يتحدث عن رجل يبلغ أربعين عاماً، ولم
يمارس الجنس في حياته من قبل، والفيلمين يتعاملا مع الشخصيتين على إنهما شئ
مذهل، وعجيب، أن يكون هناك إنسان حاله حال بطل الفيلم، وكأن الموضوع لا
يتصوره عقل..طبعاً لأنهم ما يعرفوش إن هنا في مصر، دي شخصيات عاديه وطبيعيه
جداً.
ده العادي عندنا.
يعني ممكن الناس دي تيجي تعمل
عننا إحنا أفلام، عن مدى الكبت اللي بنعاني منه، وهتجيب إرادات أعلى من
الفلمين دول، وغالباً أعلى من "أفاتار" شخصياً.
اللطيف بقى، إن دلوقتي مجلس الشعب "الموقر"، تقدم أحد أعضاؤه "الموقرين" بطلب إحاطه لمناقشة فكرة حجب المواقع الإباحيه عن مصر.
الموضوع
من على الوش كده، شكله زي الفل..أفلام قبيحه، مخالفه لديننا وعاداتنا
وتقاليدنا، والراجل مش عايز شبابنا يتعرض لها أو يتفرج عليها.
بس تعالوا نفكر فيها كده بالمنطق البراجماتي المتعفن، أو بمعنى آخر تعالوا نفكر فيها بشكل واقعي.
الشباب
اللي مش عارف يتجوز قدامه حل من ثلاثه، دعاره، أو تحرش أو فيلم جنسي..يا
ترى من أخفهم ضرراً؟..يا ترى لو منعنا الأفلام دي، هل الشباب هيعود إلى
الطريق المستقيم، ولا هيتجه لتفريغ كبته في الدعاره والتحرش؟
طاب بلاش المنطق ده..تعالوا نفكر فيها بمنطق تاني
مره
تانيه بفكركوا إن انا مش واحد تاخد منه فتوى دينيه، بس على حد علمي
القليل، إن سيدنا عمر إبن الخطاب في عام المجاعه، لم يكن يطبق حد السرقه،
لأن شروط تطبيقه إنتفت، لعدم توفر الطعام والحياه الكريمه التي تغنى المسلم
عن السرقه.
يبقى مجلس الشعب الموقر، اللي فيه ناس بتتحدث
بإسم الدين، المفروض يمنع الأفلام الإباحيه، ولا المفروض يحاول يوفر حياه
كريمه وفرص عمل، وظروف مواتيه للشباب إنه يتزوج، بعدين يبقى يشوف موضوع
الأفلام والحاجات دي بعدين؟
ولو فتحنا هذا الباب..اللي هو منع الأشياء بحجة إنها حرام..هل سيقتصر الامر على شوية مواقع بورنو؟
ولا بعد شويه هنقول إن الكتب الفلانيه فيها مقاطع تتحدث عن الجنس، أو فيها تلميحات على الدين، وهذا كلام لا يصح، يبقى نمنع الكتب دي؟
والفيس
بوك، اللي الناس بتحط عليه صور ماجنه فيها فجور وإختلاط، وأشياء لا تصح –
وبالمره بيقوّموا من عليه ثورات – ينفع نسيبه كده لغاية ما ندمر
شبابنا؟..ولا نقفله؟
طاب والبلوتوث، والرسائل المصوره، اللي الشباب بيتبادلوا عليها مقاطع ساخنه، وصور عاريه، نسيبها لهم؟
وتبادل الرسائل ووالعياذ بالله الشاتينج، اللي بقى كله شقط وقلة أدب ومسخره، ألا يغضب كل ذلك الله؟
صدقوني مش هنخلص.
وسيبك بقى من كل الكلام اللي فات ده..
بقى
مجلس شعب الثوره، اللي جاي ينتشل مصر في فتره من أصعب فترات تاريخها
الحديث، والبلد فيها إنفلات أمني، وإنهيار إقتصادي، وماشيه بإعلان دستوري
مؤقت، ومافيهاش رئيس جمهوريه، ومرشحي الرئاسة فيها بيتثبتوا ع الدائري..جاي
عشان يناقش فيلم سكس؟
ياخي ....ولا بلاش
بس زي ما أنا قولت، أنا ليبرالي منحل، وزنديق قديم في الزندقه، فماتاخدوش على كلامي..
خدوا كلام الإمام إبن تيميه..اللي قال:
إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة..
فيا أعضاء البرلمان "الموقر" ، لو عايزين دوله محترمه بجد، أقيموا العدل، وإدفعوا الظلم، قبل ما يطلع واحد فيكم يتكلم على فيلم سكس.
اقسم بالله الكلام دةعجبنى جداوعلى رايك مش حنخلص والله يكون فى عون العباد
ردحذف